Pages

أحمد صبري، أزمة الممارسة



صديق قال لي اذا كانت الخلفيات في اللوحات سادة تبقى معاصرة لو فيها شغل تبقى تشكيلية ! واخر قال لي ان في وقتنا هذا الكتابة عن الشغل اهم من الشغل ممكن المشروع يكون 20 صفحة والشغل صورة صغيرة ! وثالث يقول المهم البحث والعصف الذهني ! واخر يحصر المعاصرة في الوسيط ! وغيرهم
في جلسات حوار كتيرة مع الاصدقاء منذ ان تخرجت وانخرطت في العمل ويدور الحوار عن تفاصيل حول العمل الفني طرق التفكير والممارسة والمنتج والعلاقات والمؤسسات والسوق والبيع والسفر ومحاولات الحصول على الفرص سواء كانت مفيدة او غير مفيدة والنحتات والفهلوة محاولات مستميتة في فهم عالم الفن
من خلال نلك النقاشات الدائمة والحديث المتواصل وبرؤية عامة هناك اكثر من مستوى للمشهد
جاليريهات الزمالك : السيطرة هناك للرسم والتصوير وبعض اعمال"النحت" الذي ينقرض في مصر وتختفي كل الوسائط الاخرى جاليريهات ذات تاريخ من العمل منذ ان حضرت الى القاهرة وحتى يومنا هذا المشاهدات ثابتة لا تتحرك ربما زاد عدد القاعات ولكن ما هو الاختلاف الجوهري في العمل ؟ ربما زبائن قاعات العرض في الزمالك وجزء كبير منهم من اثرياء العرب ودول الخليج وبعض رجال الاعمال المصريين المهتمين منهم سبب في ثبات ما تقدمه هذه الجاليريهات او ربما تكون وجهة نظر اصحاب القاعات هي من حددت شكل المشهد الفني في الزمالك ؟ منذ عام 2010 وبدأ يظهر شيء من الاختلاف الجزئي على هذه القاعات بتقديم بعض الشباب صغير السن ولكن على استحياء في محاولة لتقديم اعمال تبدو وكأنها استكمالا لمسيرة كبار السن من الفنانين . او استقطاب الاعمال التي تتحدث بشكل مباشر عن الاحداث السياسية الجارية .احد جاليرهات الزمالك يقسم العمل داخله الى القاعة الرئيسية والمخزن اسماء معينة من الفنانين تسيطر على العرض في القاعة الرئيسية للجاليري منذ ان بدأ الجاليري العمل حتى يومنا هذا واذا دخل فنان شاب ما بين الثلاثينيات من العمر والخمسينات يعرض اعماله داخل المخزن ويحاول يثبت نفسه داخل المخزن حتى يستطيع الترقي الي مرتبة القاعة الرئيسية وهذا يأخذ من الوقت والجهد وربما يفشل في ذلك وبالطبع هو يثبت نفسه من خلال مستوى البيع وسعر اللوحة
الاكاديمية : مستوى الاكادميات الفنية في مصر في انحدار منذ فترة كبيرة منذ ان كنت ادرس في كلية التربية الفنية وانا اشهد الوضع السيء بالطبع الاول او الثاني على الدفعة يتعين مدرس بالجامعة ولان التعيين هنا يشترط وفقط عدد الدرجات فعادة ماتكون شخصية المدرس بالجامعة هو الشخص القادر على انجاز اكبر كم من المشاريع في اسرع وقت وحفظ كتب النظري عن ظهر قلب بالاضافة لتركيز الاكاديميات لدراسة التاريخ وتقديسه لسبب غير معلوم من وجهة نظر جماليات الشكل بعيدا عن المفاهيم او طرق التفكير وبغض النظر عن مدى ادراك هذا الطالب لماهية الفن ومفهومه يصبح مدرسا بالجامعة . اضف الى ذلك كم الطالبات والطلبة المتخرجين وبالتحديد الطالبات الذين يتقدمون الى الدراسات العليا بغض النظر عن ان كان لديهم موضوع حقيقي للبحث وتتراكم الابحاث والرسائل التى لا معنى لها وكلها دون استثناء مجرد مقاطع منقولة بالحرف من كتب وابحاث سابقة او اجنبية واشدد على بدون استثناء
قاعات العرض الحكومية : العلاقة بين جاليريهات الزمالك وقاعات الحكومة والاكاديمية علاقة وطيدة ربما قاعات الحكومة هي مساحة اكبر للتجريب وتقديم الشباب والجديد من التجارب السيئة والجيدة -حسب الظروف- كما ان قاعات الحكومة هي حق المواطن الذي كفلته الدولة للشعب لممسارسة الفنون. ولكن ما هو المشترك بين قاعات الحكومة وجاليريهات الزمالك والاكاديمية ؟ العلاقة هنا في الدعم الغير مباشر لطبيعة منتج بعينه ذا مواصفات معينة فهناك دائما جسر ما بين الاكاديمية والتى تسقي الطلاب الفن من وجهة نظر معينة وقاعات الحكومة والتي هي بمثابة ورشة التجريب وجاليريهات الزمالك او مرحلة العرض المحترف والانتقال من هنا لهناك يتطلب مجهود وعلاقات وغيره
مؤسسات وفاعات عرض وسط البلد: نسيم الحرية وملاذ الشباب الطموح المعاصر والمنفتح على عالم اكبر للتجريب وكسر القواعد لا ننكر ان مؤسسات وسط البلد تمنح فرص اكبر للشباب خاصة الذين لا يستطيعون تحمل عناء المشوار مع جاليريهات الزمالك والحكومة ولكن هنا تظهر مشكلة غير مفهومة جاليريهات الزمالك تدعم وسائط بعينها ومؤسسات وقاعات وسط البلد ايضا تدعم وسائط بعينها –بغض النظر عن الاستثناءات او الظروف- منذ ان نزلت الى القاهرة وانا ايضا اتابع المشهد بوسط البلد وألحظ التحركات المختلفة والفرص الاكبر والتي لا تهتم بعمر الفنان وهذا جيد ولكن هل الفرص المتاحة مناسبة لكل الفنانين خاصة انها تصب في اطار شكلي واحد ؟
هنا تظهر ازمة الفهم لمفهوم الممارسة الفنية فالفن ممارسة في النهاية ومفهوم الممارسة قاصر في المشهد العام المصري خاصة ان الوسط ضيق على اصحابه ويشوه بسياساته القاصرة مفاهيم الممارسة الفنية عند الفنان خاصة المبتدئ . هناك ازمة في الخلط بين الوسيط والمعاصرة او شكل العرض والتقليدية على سبيل المثال هناك رسامين ومصورين تخلوا عن هذا الوسيط وانتقلوا الى وسيط اخر كالفيديو او الفوتغرافيا معتقدين بذلك انهم يستطيعوا دخول عالم المعاصرة وهناك من قام بالعكس ليحل ازمته المادية ربما يستطيع ان يبيع ويكسب بعض الاموال
في النهاية الفن ممارسة انسانية والمهم هنا ادراك مفهوم الممارسة بغض النظر عن اي شيء اخر والتاريخ لا يحدد جودة المنتج او اهميته فالمنتج الجيد موجود في كل زمن وتحت اي ظرف . ازمة الفنان هنا تتلخص في تبعيته للمصطلحات والاشكال المرتبطة بها والتي في الغالب لا يشارك في وضع قواعدها ولكن يستدرج الى تأييدها تحت شعارات زائفة وزائلة والباقي بعيداً عن الضجيج والصخب هو المنتج الصادق
ادراك مفهوم الممارسة قد يحل ازمة الفهم والتخبط بين اللحاق بالفرص واستعراض نمط حياتي معين وممارسة فن

أحمد صبري
إبريل ٢٠١٣
sabry.info@yahoo.com